Popular Posts
  • عندما أنتهيت من بناء سفينتي جفّ البحر ..!
  • غيابٌ خجل.
  • الحب.. بقناع آخر
  • لقطاؤنا
  • تخيّل أن تكون حذاءاً .. وانت بكرامة
  • في تركيا ، أنزف قهوةً !ـ
  • عيد بأي حال عدت يا عيد

Twitter

Monday, July 26, 2010

فأنا أذكر جيدا ً أنني في السنة الفارطة ، كتبتك ها هنا من تركيا عن تركيا ، وتركتكم وتركتها ،
وكلّما تقدّم بي الزمن عن آخر لقاء ، كلّ ما أدركت أكثر أنني فقدت كثيرا ً من الأشياء والأعضاء هناك ، ابتدءا ً ،
من نفسي التي نسيتها معلّقة على شمّاعة غرفتي ،
إلى قلبي الذي فقدته على طاولة إحدى المقاهي ،
بالقرب من كوب من القهوة التركية ،
ومن حسن حظّي ، أنني تسنّى لي أن أعودّ ، ثانيةً ، لألتقط كل هذا الذي فقدت ،
وأغمس جفناي وعيناي ، في كل هذا الحسن مرّة أخرى ،
أن أعود كي أمارس الحزن السعيد ، والتطفّل الخجول ،
على البشر والحجر والشجر والمطر .. ،
الجيّد في الزيارات ما بعد الأولى ، هو أنك تعرف كثيرا ً ، كيف يجب ان تكون
وماذا تفعل ولم تفعل وكيف تستغل كلّ شي تستطيعه لصالحك و ولذاتك ولضميرك ..
في هذه المرّة وهذا المكان ، لا يشغلني أبدا ً أتاتورك ونظرته الخبيثة ، ولا أردوغان وحماسه ، هذه المرّة
لا وقت ولا مكان للقراءات ، والفكر وعصر الدماغ في لغز فلسفي ، هنا دافع الإنسان الساذج مثلي ،
كيف يتلقط من كل هذا الحسن بأكبر قدرٍ يمكنه ؟
كل شيء سهل ويسير، يمر كمياه جدول يخر من أعلى قمّة تركيّة ،
سوى ، طمعي وجشعي في ألتقاط والاحتفاظ بالأشياء الجميلة ،
وبالمناسبة ، فإن هذه العادة متعبة جدا ً ، أن تكون صاحب ذائقة طفولية ،
وترهق نفسك بتجميع الجمال والحسن ، وكأنه حلوى مجّانية توزع عشوائيا...
أمرٌ مرهق حقا ً ..
هنا ، يجب أن تعيش متناغما ً كلّك ،
مع الطبيعة حولك ، أن تكون أنت والشجر والحجر وزخّات المطر والكوب والكرسي والطاولة شيئا ً واحدة ،
أن تكون رشّة المطر ، كبلعة ريقك ، وخفق أوراق الأشجار ، كإغماضة عينك وفتحها مرة أخرى ،
آتي إلى هذا المكان ، وكأنه اللقاء الأول ، لا تزال المآذن الشامخات الباسقات تثير شيئا ً في داخلي ، لا تزال
و"مرمرة" لا يزال يخطّني على شاطئه ،
الناس والوجوه والقسَمَات والأعين والشوارع والأزقّة كلها لا تزال جزءا ً منيّ ،
ولا أزال لا أملّها وأحاول أن اتقمّصها و تتقمصني قدر ما أستطيع ..
في هذا المكان هواياتي وميولي تتبدل ، يصبح "عدم التفكير" هواية مفضّلة لدي ، و وأن أهيم في الشوارع العريضة
المكتظّة خيار جميل بالنسبة لي ،
كثيرٌ من الأشياء تتبدل معانيها وتصبح شيئا ً آخر أو تفقد معناها ، التجارب والأشياء
هذه المرةّ متلوّنة .. مختلفة ..
القهوة والبوظة والمستكا ، حديث آخر ، عند أول رشفة تختلط الأزمنة ، نكهة الماضية وعبق الزمن كلها تجعل الأمر
لديك غامض ، والكلام في هذا يخرجك عن تفكيرك ومنطقك وحدّة ذهنك ...

يقال عند أهل الجدل والنظر من القدماء ، "أن الدعوى إذا لم يقم عليها بيّنات .. أصحابها أدعياء"
وسأكون مدّعي ، وسيكون كلامي هذا كلّه استفزاز فارغ ،
إذا لم يكن لدي بينّة وبرهان ، أقيم عليها صحّة دعواي ، ومشاهداتي
ومن حسن حظّي أن أحد مرافقّي يمتلك الآلة احترافية في التقاط الأدلة والبراهين ،
وحتى تتأكدوا وتعاينوا ما عينت ، أترككم مع هذا :


سعد ، يطل على جبل "أولداغ" ــ ..ـ







أجلس هنا كثيرا ً .. : ـ



على هذا أقتات ، وأعيش





سعد بعد لعقة آيس كريم :)




وخلاص ..! ــ

Monday, July 19, 2010


عندما تحب ، تصبح تافها ً بشكل مذهل ، تختلف اهتماماتك ، تصبح أرقى أهتماماتك ،
تسريحة شعر .. ، شفاة ملطّخة بالأحمر الناري .. .. وشبّاصة ..!ـ

عندما تحب ، كثير من الأمورالتي تعتبرها قبائح..ـ
يجب أن تنقلب إلى جماليات ،.. نفشة الشعَرْ .. قصيدة أمزونيّة .. التثاؤب .. دراما عاصفة
الاستيقاظ من النوم .. تفتّح زهرة قبل الذبول الأخير ..! ـ

عندما تحب ، يجب أن تكون شيئا آخر غير أنت ، يجب أن تغيّر أسلوب حياتك .. تمشي وتطلق القبلات في الهواء
يجب أن تكون ذا قلب أخضّر كقلب شجرة ، أن تمسك به براحتيك وتطوف به بين الناس ،ـ
في الأزقة والدروب ، تحدثهم أنك أصحبت تحب، أنك صرت أخضر أنت وقلبك
تؤشر لهم "هذا الأخضر، هذا الأخضر تراه قلبي" ، أن "تهايط عليهم"..ـ
وأن تتحمل من أجل ذلك
نظرات العابرين ، وسخرية قومك وأصحابك ..ـ،

عندما تحب نشاطاتك كلها تنقلب ، تترك القراءة و الفلسفة والنقد ، وتصبح من أحلى وأكبر نشاطاتك
رسم قلب و وتعديل خصلة شعر .. وتحريك شبّاصة !ـ

عندما تحب .. تمشي في الدروب ويتبعك الفراش الأصفر والأرجواني
تجلس ويجتمع عليك الطير وحيوانات الغابة
تنام أو تقرأ أو تكتب وتكتشف أن الورد ينبت قرب وسادتك ، أو بين كلماتك وحروفك
وتبهتك الدهشة.. ـ

عندما تحب ، يجب عليك أن تكون شاعري في كل كلامك وإيماءاتك ،
فمثلا ً إذا أن تخبر حبيبك عن أن المطر سيهطل هذا المساء
تهمس "ستبكي السحب هذا المساء ، لقد أغراها حزن حزين مثلي .. تحتها"ـ

في الحب ، يجب أن تصدّق كثير من أفكك وكذباتك ،
وأن تعتاد على ذلك ، أن ترسم قارابا ً أنت ومن تحب ، وبعد غفلة قصيرة
تقرر أنت وحبيبك أن تركباه ، وتنطلقا به في البحار ، ومن ثم تكتشف انه كان حبرا ً وورقا ً .. آخ كما انا مغفّل

أن تحب ، شيء جميل ، والأجمل منه أن تكون ذا خيال رطب .. وطري
وأن تملك أن تقول كل هذا ، وأن لا تملك قلبا يسطيع أو يريد أن يكون أيًّا من هذا ..! ـ