تخيّل ، وأنا أقول فقط تخيّل ..
تخيّل - وأنت بعزة وكرامة ـ
أن تكون فردة لحذاء حشرها بائع متسرع مع شبيهة لك - تكبرك برقمين ـ
وباعكما لموظف متواضع لا يزال يعيش مع أمه وهو في منتصف الثلاثين ..
تخيّل ، أن تكون في الهامش دوماً ، قرب الباب ، ودون العتبة ،
أن يكون جارك بسطار سيدك ، من أيام التجنيد ، وكروكس ابن أخ سيدك
..المعاق
..المعاق
تخيل ، أن تكون أسوأ أيامك : الممطرة .. وذكريات الوحول ..
تخيل ، أن أعظم مصائبك .. علكة تلتصق ببطنك .. دون أن تعرف من أين ؟
تخيّل - وأنا أقول فقط تخيّل - أن يخنق عنقك كل صباح عدة مرات خيط غليظ ..
في محاولة سيدك الأزلية .. كي يتقن ربطة الفراشة.
تـُفكّر ، بمستقبلك وماضيك ، كيف أنك لو أكملت دراستك ، كنت حذاء لوي فيتون في قدم شيخ ترف.. ـ
تظهر على بالك ، ابنة خالتك ، الكعب ، وكيف أنها مرتاحه في حياتها كحذاء في قدم وكيلة .. مدرسة عانس
..تتذكر ، زنوبة الحمام النايلون ، تحمد ربك .. وترتديك القناعة
تخيّل ، وأنا أقول - فقط تخيّل - أن تكون مداساً،
..أن تكون الوضيع الأحقر
..أن تكون الوضيع الأحقر
أن تتحمل كل هذه الإهانات ، أن يكون اسمك بحد ذاته ، .. شتيمة
أن يذكر أسمك ، فيُتبع ب : - وأنت بكرامه -
أن تكون أنت السلاح ، الذي يطري على البال ، أولاً ، لحل المشاكل
..العائلية
..العائلية
،أن تتحمل قدم سيدك - التي تكبرك برقمين - ، وملوحة العرق ، والعفن وجرابه المتشقق.. ـ
من أجل ذاتك لذاتك ، من أجل هويتك ، و التساؤل : من أنا ؟
ألا يحق لهذا الأصبر الأحقر ، أن يحلم ببطن بحرٍ يحتويه ؟
ألا يحق له أن يتمنى أن يُصرف عنه كيد سنارات الصيادين
أو تطفل الأسماك الفضولية ؟
ألا يحق له أن يتمنى أن يجمعه قميص الصُدفة مع كعب رقيق لطيف .. عابر ، كلاهما يحلمان بالحرية والاستقرار ، يتبنيان لهما ربيانتان طاهرتان كالاطفال ،
الى حين اكتمال مشروع الدانة في بطن انثاه ..
الا يحق له ؟